حسين يكتب خربوشة بعنوان كليشيه؟ ماذا صاير؟ اطمئنوا، لا شيء صاير. أحاول فقط تعلم كتابة عناوين clickbaitـية، لا أكثر. ولا أنسب من هذا العنوان للتعريف بموضوع الخربوشة: وصايا كيرت ڤونيغت في رسالته لطلاب مدرسة ثانوية في نيويورك.
دعوني أبدأ بقول أن هنالك العديد من رسائل ڤونيغت وخطاباته وكتاباته التي ترفع المعنويات وتمنح الأمل وتحفز الفكر. لست أبالغ. يمكن لمن يرغب أن يقرأ كتاب If This Isn't Nice, What Is?، والذي يتضمن محاضرات ڤونيغت وبعض كتاباته التأملية، أو مشاهدة المحاضرة التي ألقاها عام ٢٠٠٤، والتي يتحدث فيها عن الوجود وشكل القصص والتكافل. وقتها ستفهمون ما أعنيه. وهذا عمومًا غير مستغرب من ڤونيغت الذي يؤمن بأن مهمة الفنان على أقل تقدير هي جعل الناس يقدّرون كونهم على قيد الحياة ولو بشكل بسيط.
لا أريد أن تكون الخربوشة أطروحة مفصلة تتناول آراء ڤونيغت حول الوجود والحياة والكتابة ثم تحللها من خلال رواياته المختلفة. سأوفر ذلك لفرصة أخرى. هذه الخربوشة مجرد مشاركة بسيطة لرسالة وقعت عليها مؤخرًا بفضل ريدت.
في أواخر عام ٢٠٠٦، أي قبل وفاة ڤونيغت بستة أشهر تقريبًا، كلفت معلمة اللغة الإنجليزية -الآنسة لوكوود- طلاب مدرسة زافيير الثانوية بواجب مدرسي لاختبار قدراتهم الكتابية. الواجب عبارة عن إرسال دعوة إلى الكتّاب المفضلين عند الطلاب لإقناعهم بزيارة المدرسة. ووفقًا لرواية أحد الطلاب، من بين كل الكتّاب الذين تمت مراسلتهم، كان ڤونيغت الوحيد الذي كلف نفسه عناء الرد على الرسالة التي وصلته. وفي حين أنه لم يتمكن من الحضور فعليًا، ولكنه قدم وجبة تخيلية سريعة ولذيذة. أعجبني رد ڤونيغت لدرجة أني قررت ترجمته ومشاركته لعله يحلّي يوم أحدكم كما حلى يومي.
٥ نوفمبر ٢٠٠٦
أعزائي مدرسة زافيير الثانوية، والآنسة لوكوود، والسادة بيرين ومكفيلي وباتن وماورر وكونغويستا،
أشكركم على رسائلكم اللطيفة. من الواضح أنكم تجيدون إبهاج هذا الرجل الهرم (٨٤ عامًا) في سنوات غروبه. لا أظهر أمام العامة بعد الآن لأني أشبه -أكثر ما أشبه- سحلية الإيغوانا.
لكن ما أردت قوله إليكم لن يأخذ طويلًا، ألا وهو: مارسوا أي فن، الموسيقى، الغناء، الرقص، التمثيل، الرسم، التشكيل، النحت، الشعر، التخييل، المقالات، التقارير، مارسوها بغض النظر عما أجدتموها أم لا، وليس للحصول على المال والشهرة، بل لمرور بتجربة الغدو، لاكتشاف دواخلكم وتنمية أرواحكم.
جد! أعني، بدءًا من الآن، مارسوا الفن واستمروا بممارسته طوال حياتكم. ارسموا صورة مضحكة أو جميلة للآنسة لوكوود، وأعطوها إياها. ارقصوا وأنتم عائدون للمنزل بعد المدرسة، وغنوا في الحمام، وهكذا. ارسموا وجهًا في طبق البطاطا المهروسة الخاص بكم. تظاهروا بأنكم الكونت دراكولا.
هذا واجبكم لهذه الليلة، وأتمنى أن ترسبكم الآنسة لوكوود إذا لم تحلوه: اكتبوا قصيدة من ستة أسطر، عن أي شيء، ولكن اجعلوها مقفاة. لا أشعار حرة كما لعب التنس دون شبكة. اجعلوا القصيدة جيدة بقدر المستطاع. ولكن لا تخبروا أحدًا عما تقومون به. لا تعرضوها أو تقرؤوها لأحد، وإن كان صديقتكم أم والديكم أم أي شخص آخر، حتى الآنسة لوكوود. أوكي؟
ثم مزقوها إلى قطع متناهية في الصغر، وارموها بحاويات قمامة متباعدة عن بعضها. ستجدون بأنكم قد نلتم بالفعل مكافأة رائعة على قصيدتكم. لقد مررتم بتجربة الغدو، وتعلمتم الكثير عما بداخلكم، وجعلتم روحكم تنمو.
بارك الله فيكم جميعًا!
كيرت ڤونيغت
وبس والله. أكتب الخربوشة بعد أيام قليلة من إنهاء هزة زمنية والبدء في غاويات تيتان كجزء من أحد أهداف هذا العام: قراءة المزيد من ڤونيغت. فأعانكم الله إذا قررتُ أن هناك المزيد مما أود الحديث عنه من عوالم كاتبي المفضل.
نفعت طريقتك بالعنوان وخلتني اضغطه واقرأ المقال كامل، قلت سبحان مغير الأحوال أكيد حسين صار مثقف جاد
التوقيع لحاله فن. شكلك ما تنلام في حبه