Discussion about this post

User's avatar
Mariam Ghaben's avatar

إنه لمن المضحك والمثير للسخرية معاً، كيف أني ما زلت أعتبر أي نقد موجه لستونر هو بمثابة إهانة شخصية لي، لذا لم استطع منع نفسي من كتابة هذا التعليق في محاولة الدفاع عنها قليلاً.

ويعود ذلك بشكل أساسي لارتباطي العميق بالرواية، في الوقت الذي قرأتها فيه قبل قرابة الثلاث سنوات، ومع أني لم أُعد قرائتها من ذلك الحين، إلا أني بالتأكيد أخطط لفعل ذلك في وقت قريب، وأنا موقنة أن مشاعري ورأيي فيها سيكون مختلفاً في المرة الثانية،

.لاختلاف ظروفي الحياتية عن تلك التي قرأتها فيها،

ومع أني اعترف أني لا أذكر كل شيء بشأنها حالياً، إلا

أني أذكر جميع المشاعر الإيجابية والابتسامات البلهاء التي ارتسمت على وجهي وأنا أتنقل بين صفحاتها، مصادفة في ذلك الوقت ما بدا لي أكثر سرد شفاف وقابل للارتباط به، قد مر علي بالمطلق

أذكر أيضاً شعور ستونر العميق بالعزلة، واغترابه عن الواقع المحيط به، وما قد يراه الآخرين مللاً في شخصيته، وعيباً فيها، بان لي كاستسلام عميق للواقع، وهي الفلسفة التي ارتأيت أن ستونر قد تبناها، منذ صغر سنه، كآلية دفاعية، استجابة لظروف حياته الغير مثالية منذ بدايتها.

بالإضافة إلى لغة السرد الجاذبة حد التخدير، والندبات

الشعورية المحفورة عميقاً في دواخل ستونر، ما شدني إلى الرواية وقتها، هو الوصف الهادئ لتلك اللحظات الصغيرة التي من شأنها أن تُحدث أكبر وأكثر التغييرات دراماتيكية في حياتنا، ليس بسبب اللحظات بحد ذاتها بل بسبب الطريقة التي نقرأ ونترجم فيها هذه اللحظات، ومن ثم كم المعنى الذي نصبغه عليها، بعد تبنيها وحفرها في ذاكرتنا، وبالنسبة لستونر كان هنالك العديد من هذه اللحظات، التي ويا للمفاجأة لامستني أنا أيضاً، وإحدى الأمثلة عليها هي اللحظة التي شعر فيها ستونر بخروج نفسه من جسده، ومراقبتها لكل ثقل وجوده ينبسط أمامه أثناء درس اللغة الإنجليزية وحواره مع أستاذه، كاشفاً له عن أمر يستمتع حقيقية به، وربما الأمر الوحيد الذي سيضفي على حياته المعنى.

نهاية، لم أرد حقاً لهذا التعليق أن يغدو مقالة كاملة، لكني لم استطع مقاومة اغتنام فرصة المدافعة عن ستونر، أمام من يعدها مملة الأحداث والشخصية، لأن هذا الملل وانعدام البطولية في الرواية والشخصية الرئيسية هو انعكاس حقيقي لمعظعم حيوات البشر من حولنا، فلسنا كلنا أبطالاً، ولسنا كلنا نبتغي تغيير العالم، وإحداث زوبعة من التغييرات أينما حللنا، وأنه ربما تكون أكبر العقد في حياتنا هي مجرد فكرة وجودنا بحد ذاته، كما العقدة الرئيسية لشخصيتنا الرئيسية (ستونر)، وليس لنا إلا الاستسلام والتعامل مع هذا الوجود.

Expand full comment
Silukaria's avatar

أكيد لا غنى عن حلقة وخربوشة ١٢ كتاب ١٢ شهر

عالأقل كتب أعجبتك، ومابيضيع وقتك وانت تكتب عن كتب اضاعت وقتك

Expand full comment
8 more comments...

No posts